تغذية

أخصّائية التغذية لمى غبيلي لـ”أحوال”: قلّة الطّعام وممارسة الرّياضة قد يسبّبان السّمنة

تكدّس الدهون في منطقة الخصر والبطن ليست مسألة قضاء وقدر، بل هناك أسباب وخصال وعادات غذائية تؤدي إلى وجود هذه النتوءات التي تزعج غالبية النساء.
 هذه الكتل الدهنية تعتبر من أصعب الكتل التي يمكن إزالتها.
أخصائية التغذية لمى غبيلي تتحدّث لـ”أحوال” عن أسباب تراكم الدهون على الخصر وكيفية أزالتها.

لكل جسم مكان لتكديس الدهون

عن كيفية تكدس الدهون حول الخصر تقول لمى : “كل جسم تتكدس فيه الدهون  بطريقة مختلفة وفي أماكن معينة. هناك أشخاص يكدّسون الدهون في منطقة الخصر وهؤلاء يجدون صعوبة في خسارة هذه الدهون. وأكثر من تتكدّس لديهم الدهون في منطقة الخصر هم من زادت لديهم في منطقة البطن وامتدّت بالتالي إلى الخصر”.

وتضيف: “هذا النوع من السّمنة ليس مشكلة مظهر فحسب، بل له دلالات صحيّة، إذ أظهرت الدراسات أنّه من أخطر أنواع الدهون. فقد كنّا نظنّ في الماضي أنّ الخلايا الدهنية هي خلايا ميتة  لا تتفاعل مع الجسم او الهرمونات، لكن مؤخراً تبيّن أن هذه الخلايا حية وتؤثر على الصحة وهي تفرز مواداً وتؤثر على الهرمونات، وتسبب أمراضاً مثل الكولسترول وأمراض القلب والسكري والضغط والشرايين وكلها بسبب الدهون في البطن.”

وتعدّد لمى الأسباب التي تؤدي الى تكدس الدهون في منطقة البطن والخصر على الشكل التالي:

الطعام بدون ضوابط

أول سبب لتكدّس الدهون هو “اللقمشة” وتناول الطعام بكثرة في أوقات متعددة، ومن لديهم عادة التهام الطعام بدون توقيت ولا حساب للكمية، لا ينتبهون الى نوعية طعامهم ولا يقدرون بشكل صحيح الكمية التي يأكلونها، ولا يقيمون حساباً للسعرات الحرارية بالتالي يزداد وزنهم.

أسلوب الوجبة الواحدة

أن يقضي الشخص يومه من دون تناول الطعام ومن ثم يتناول وجبة واحدة، هذا يدخل جسمه في طقس من المجاعة، فلا يعود الجسم يحرق بهدف أن يحافظ على الوحدات الحرارية القليلة التي يتناولها هذا الشخص في خآر اليوم، وبالتالي يكدّس الجسم أي طعام حتى ولو كان بكمية قليلة على شكل دهون حتى يستعملها كمخزون للطاقة خلال اليوم. وهؤلاء الاشخاص لديهم معاناة بأنهم لا يأكلون كثيراً وبالرغم من ذلك يزداد وزنهم.

ممارسة الرياضة بشكل روتيني

من أحد اسباب تراكم الدهون على الخواصر هو أن بعض الأشخاص يمارسون الرياضة بشكل روتيني ولفترة طويلة من الزمن. الجسم هنا يضجر من هذه المسألة تماماً كما تضجر النفس. فعلينا أن نعرف أن الجسم له ذاكرته وحسه ورفضه واستجاباته لبعض الأمور تماما كالنفس. لذا على الشخص أن يبدل نوع الرياضة باستمرار حتى تبقى فاعلية الرياضة موجودة.

العصبيّة

الأشخاص الذين يعيشون حالة من العصبيّة والتوتر، يكدّسون الدهون، لأنّ زيادة الضغط النفسي تؤدي الى إفراز هرمون الكورتيزول الذي يسبب بتخزين الدهون، وبالتالي يزداد الوزن حتى بدون تناول كميات كبيرة من الطعام. والكورتيزول هنا يعاكس عمل الأنسولين الذي يعمل على حرق الدهون.

تناول الدهون الجيدة  بكثرة

هناك أشخاص يأكلون طعاماً صحياً ويكثرون من تناوله مثل الجوز أو زيت الزيتون أو اللوز أو الأفوكادو أو الفستق الحلبي أو الكاجو  وهي كلها زيوت مفيدة وغير مشبعة لكن كثرة الكمية هنا غير ضرورية فالجسم يأخذ حاجته ويكدس ما يفيض عنه على شكل دهون في البطن والخواصر. وهنا أشير أن الجسم يحتاج الى 30 بالمئة من كمية الطعام ان تكون دهوناً.

نقص هرمون الأستروجين

مع انقطاع العادة الشهرية والتقدم بالعمر تتكدّس الدهون لدى العديد من النساء، ويزيد إفراز هرمون التستسترون أي الهرمون الذكري وقد يتحوّل هنا شكل المرأة الى شكل وقوام الرجل بسبب نقص الأستروجين وزيادة الهرمون الذكري.

النشويات

تناول النشويات البسيطة  بكثرة أي النوعيّة السيّئة السّريعة الحرق غير الصحية مثل الطحين الأبيض أو الأرز الأبيض أو الحلويات. الجسم يمتص هذه الأنواع بسرعة ويحولها الى تريغلسريد ويخزنها في الخلايا الدهنية.

كثرة الخضوع لأنواع الدايت

الأشخاص الذين يخضعون بشكل مستمر للدايت أو ينتبهون جداً إلى طعامهم، تتمسّك أجسامهم بالدهون ويزداد وزنهم بشكل سريع وأكثر ما تتراكم في منطقة الخصر . وهؤلاء يحتاجون الى جهد كبير حتى يتم التخلص من هذه الدهون .

البدء بدايت معين ثم التراجع عنه

كذلك تتراكم الدهون عند الاشخاص الذين يبدأون بالدايت ثم يتراجعون عنه . هؤلاء يعطون جسمهم أوامر معينة ومن ثم يتراجعون عنها، فهذا يغيّر عمليّة عمل الجسم وانتظامه. من هنا من يقرّر أن يخضع لدايت الأفضل أن يكمل فيه وإلا الأفضل أن لا يبدأ به أساساً.

كيف يمكن حرق هذه الدهون والتخلص منها؟

تجيب لمى:” أولاً، هناك قاعدة مهمة جداً اسمها 60 على 5 وهي قانون جيد في عملية حرق الدهون، والتي تعني أن نخضع للرياضة 60 دقيقة خمس مرات في الأسبوع . فهذا يحسّن من عملية حرق الدهون  ويرفع نسبة الحرق في الجسم وبنفس الوقت سقلل من الضغط النفسي. كما أنّ ممارسة الرياضة تعمل على إفراز هرمون الادرنالين والسيروتونين والتي هي هرمونات السعادة  والراحة وتساعد جسمنا ان يعمل بشكل صحيح في تعامله مع الطعام..

أما المرأة التي تعاني من تكدس الدهن في منطقة البطن نذهب معها، فنقيس مستوى الأنسولين في الجسم وطريقة عمل المبيض. فهاتان المشكلتان في حال كانتا موجودتين علينا حلهما من خلال أنواع دايت معينة، فلا نصف لها السكر السريع ونقلل من النشويات ونعطيها الفاكهة مع الوجبة مباشرة وليس خلال الوجبات حتى ننظم عمل السكر في الجسم ونخفف من سرعة امتصاص السكر.

كما أنّ هناك أشخاص لديهم حساسية على نوعية طعام معينة نكتشفها من خلال فحص food tolerance وأنا بت أثق بهذا الفحص بعد أن أكدت العديد من الدراسات حوله أن هناك أطعمة تزعج البعض، فمجرد أن يمتنع عنها تصبح عملية الهضم أفضل.

الوقت لنحت الخصر والبطن

أما عن الوقت الذي يلزم الشّخص لإزالة الدهون من الخصر والبطن تجيب لمى: “خسارة عشرة كيلو من الدهون في الجسم قد يتطلب شهرين وأحيانا 6  أشهر . هذا الأمر يختلف من شخص إلى آخر بحسب طبيعة جسمه وكم مرة خضع للدايت في حياته، فشخص لم يخضع لأي دايت يخسر وزناً أسرع من الذي خضع عدة مرات. وأيضاً يتدخّل العمر ونسبة العضل في الجسم وإن كان يخضع للرياضة أم لا وحسب الالتزام الجدي بالدايت.

 

 

 

 

 

كمال طنوس

كاتبة وصحافية لبنانية لاكثر من 25 عاماً في العديد من الصحف العربية كمجلة اليقظة الكويتية وجريدة الاهرام وجريدة الاتحاد وزهرة الخليج .كما تعد برامج تلفزيونية وتحمل دبلوما في الاعلام.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى